مندوبا عن وزير الاشغال العامة والاسكان المهندس ماهر ابو السمن، رعى أمين عام الوزارة الدكتور جمال قطيشات، انطلاقة فعاليات مؤتمر الهندسة المدنية الأردني الدولي التاسع الذي نظمته شعبة الهندسة المدنية في نقابة المهندسين الاردنيين، بمشاركة أردنية ودولية واسعة.
وقال الدكتور قطيشات إن أهمية المؤتمر تكمن في كونه يوفر منصة للتواصل بين المهندسين، ويناقش التحديات التي تواجههم، إضافة إلى زيادة التواصل بين القطاعات الهندسية المختلفة بوصفها قطاعات مكملة لبعضها البعض، مبينا أنه يقدم أيضا فرصة لتبادل الخبرات التي تساعد في تطوير المهندسين بمختلف تخصصاتهم وتمنحهم افاق جديدة بالاطلاع على تجارب الاخرين وآخر التطورات في الهندسة المدنية الانشائية والمواد المستدامة وتطبيقات البناء وغيرها.
وأشار إلى أن المؤتمر يوفر فرصة للمهندسين المدنيين للاطلاع على احتياجات سوق العمل ومواكبة البرامج الدراسية لهذه الاحتياجات، إضافة للتحديات التي تواجه المهندسين في القطاعين العام والخاص وفي الأسواق الخارجية وهو الأمر الذي يحتاج الى وضع خطة متكاملة لجيل المهندسين الأردنيين واستثمار الصورة النمطية الايجابية عن براعة وكفاءة المهندس الأردني التي اكتسبها على مر العقود.
وأكد على أن الهندسة المدنية تسهم بشكل مباشر في تحسين جودة الحياة وتطوير المجتمعات من خلال تخصصاتها المتعددة التي تلبي البنية التحتية المتنوعة وتواجه التحديات بمرونة وابتكار، مضيفا ان الهندسة المدنية تلعب دورا حيويا في بناء مستقبل مستدام وآمن وأن المهندسين هم بناة العالم الذين يساهمون في ازدهاره واستقراره.
من جانبه، قال مندوب نقيب المهندسين نائب النقيب المهندس فوزي مسعد، إن المؤتمر يأتي استجابة لحاجة ملحة لمواكبة التغيرات السريعة التي يشهدها قطاع البناء والبنية التحتية، خاصة في ظل التحديات البيئية والتغيرات المناخية التي تواجه منطقتنا، مبينا أن المؤتمر يركز على موضوعات الادارة المتكاملة والمستدامة للموارد المائية في العالم العربي، وابرز الحلول الهندسية لتعزيز كفاءة واستدامة البناء، إضافة إلى استكشاف الفرص والتحديات المتعلقة باستخدام التقنيات الحديثة في تصميم وتنفيذ المشاريع.
وأكد أن مسؤولية نقابة المهندسين تجاه الاجيال القادمة، تحتم عليها البحث عن حلول هندسية تساهم في تقليل استهلاك الموارد الطبيعية وتعزيز استدامة المشاريع، إضافة إلى كونه يشكل منصة لتبادل المعرفة والخبرات وتقديم حلول هندسية لحل المشكلات الحالية والمستقبلية.
وتطرق المهندس مسعد إلى ما يشهده قطاع غزة من حرب ابادة واعتداءات همجية وجرائم فظيعة تمارسها قوات الاحتلال الصهيوني، مبينا أن ما يجري من استهداف للمدنيين العزل والتجويع والتدمير الممنهج لكل اشكال الحياة، يعكس وحشية الاحتلال وسياسته المستمرة في ارهاب الشعوب وكسر ارادتها.
وأكد المهندس مسعد على الدور العظيم الذي يقوم به ابناء اشعب الاردني ونقابة المهندسين الذين كانوا وما زالوا في مقدمة الصفوف لدعم صمود الاهل في قطاع غزة وفلسطين، مبينا ان النقابة عملت بكل طاقاتها لتقديم المساندة من خلال المبادرات الانسانية التي تهدف الى توفير كافة الامكانات التي تخفف من معاناة الاشقاء هناك، مشددا على ان الاردن بقيادته الحكيمة يقف ثابتا وملتزما بدعمه للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، ويواصل عمل ما امكن للحفاظ على القدس والمقدسات.
وتحدث نائب النقيب عن صندوق التقاعد في نقابة المهندسين، مؤكدا أن عدد مسددي اشتراكات الصندوق ازداد من 12 الفا العام الماضي، الى 29 الف العام الحالي، فيما انخفض العجز المالي حوالي 50% عن نفس الفترة، مبينا أنه سيتم في المستقبل القريب تطبيق الكثير من التسهيلات للزملاء المنتسبين للصندوق لضمان استمرارية تعافيه.
من جابنه، قال عضو مجلس النقابة رئيس شعبة الهندسة المدنية الدكتور بشار الطراونة، إن المؤتمر يهدف الى تقديم تجربة علمية ثرية ورؤية اكاديمية فريدة تشكل تطلعا لمستقبل زاهر، مؤكدا أن القوة العلمية هي سلاح للنهوض بالأمم وهي أمل الشعوب في بناء حضارة مزدهرة وقوية.
ولفت الى ان المؤتمر يجسد رؤية مهمة في تجسير الفجوة بين العالم النظري والأكاديمي وعالم التطبيق العملي ليكون منبرا شاملا للتواصل وتبادل الخبرات بين المتخصصين في الميادين المختلفة، اضافة الى إثراء تجارب المشاركين واطلاعهم على كل ما هو جديد ومتقدم في عالم الهندسة المدنية.
وأكد الدكتور الطراونة ان المؤتمر ينعقد في ظل مرحلة جادة تتطلب من الجميع وقفة جادة لإعادة النظر في استراتيجيات الإعمار والنقل والمياه التي تعد من القضايا الرئيسة، كما يسلط الضوء على ضرورة تبني الاستدامة في جميع مجالات الهندسة المدنية، وأهمية دمج هذه التوجهات مع العلوم الحديثة لمواكبة التطور التكنولوجي الهائل الذي نعيشه.
وعلى صعيد متصل، قال عضو مجلس شعبة الهندسة المدنية رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، الدكتور أنيس شطناوي، إن المؤتمر يعقد تحت عنوان "نحو الصمود والاستدامة في الهندسة المدنية"، ويأتي في وقت يواجه فيه عالمنا تحديات متنامية ومتعددة الأبعاد، تتلاقى فيه القوة المهنية مع الإنسانية تتقاطع في المسؤولية الهندسية لاستدامة وصمود البناء مع الصمود الإنساني والنضالي منقطع النظير، الذي يتجلى بما نشهده في غزة ولبنان وفلسطين.
وأشار الى ان الهندسة ليست مجرد تصميمات ومعادلات رياضية بل هي التزام وموقف ورسالة، فالهندسة المدنية لا تتعلق ببناء الجسور أو تشييد المباني والطرق فحسب، بل هي جسر حقيقي إلى مستقبل يتسم بالمرونة كركيزة رئيسة في مواجهة المخاطر بأنواعها من الكوارث الطبيعية كالزلازل وغيرها، إلى البيئية كالتغير المناخي إلى أقسى المخاطر كالتي يصنعها البشر كالحروب والجرائم الإنسانية البشعة.
وأضاف أن ما نملكه من خبرات علمية وعملية وتقنية هو سلاحنا الاقوى نحو بناء بنية تحتية قادرة على مقاومة التحديات والصدمات، مبينا أن هذا السلاح يحتاج الى رؤية حقيقية ومهنية مدعومة بالقيم وإيمان بأن عملنا اليوم له تأثير ممتد لأجيال قادمة.
وفي نهاية حفل الافتتاح تم تكريم راعي الحفل والجهات الداعمة والقائمين على المؤتمر.