تحية إجلالٍ وإكبارٍ إلى صُنّاع الوعي وبُنَاة الإنسان، إلى أولئك الذين حملوا رسالة النور في زمنٍ يشتد فيه الظلام، ونسجوا بالعقل والمعرفة طريق الأمة نحو التقدم والكرامة.

تتقدّم نقابة المهندسين الأردنيين بأسمى آيات التقدير والعرفان إلى معلمي الأردن الأجلّاء في مدارسنا وجامعاتنا ومعاهدنا ومراكزنا التعليمية، الذين يواصلون بعزيمةٍ وإخلاص أداء رسالتهم السامية، متجاوزين التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي لم تزدهم إلا ثباتًا وإصرارًا على أداء واجبهم الوطني والإنساني.

إنّ مهنة التعليم كانت وستبقى أصل كل مهنة، وجذر كل علم، وهي الأساس الذي يقوم عليه بناء المهندس والطبيب والقاضي والعالم والمفكر، فهي مهنة الرسالات ورافعة التنمية، التي إن صلحت صلح المجتمع وإن ضعفت وهنَ البناء كلّه. وإنّ المهندس الذي يشيد الأبنية ويصمّم المستقبل، إنما هو ثمرة معلمٍ آمن بقدرة طلابه على الإبداع، فزرع فيهم حبّ العلم والعمل، وغرس في عقولهم قيم الانتماء والتميّز والإتقان.

وإذ تستذكر نقابة المهندسين الأردنيين في هذا اليوم ما قدّمه المعلم الأردني من تضحياتٍ وجهودٍ خالدة في بناء الأجيال وصناعة العقول، فإنها تؤكد على ضرورة دعم مكانة المعلم ماديًا ومعنويًا وتشريعيًا، وضمان استدامة البيئة التعليمية المحفزة للإبداع، وربط التعليم بسوق العمل ومتطلبات التنمية الوطنية بما ينعكس إيجابًا على مستقبل الوطن والأجيال القادمة.

كما تؤمن النقابة بأن تكريم المعلم لا يكون في يومٍ رمزي فحسب، بل في سياساتٍ مستدامةٍ تعيد الاعتبار للمعرفة والمعلّم، وتربط التعليم بمنظومة القيم والابتكار والإنتاج، وتعيد للتعليم مكانته بوصفه رافعةً أساسية في مشروع الدولة الأردنية الحديثة. ومن هذا المنطلق، تؤكد النقابة استعدادها الدائم للتعاون مع وزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، والجامعات والمؤسسات الوطنية كافة، من أجل تطوير بيئة تعليمية تُنتج الكفاءات الهندسية والمهنية التي يفتخر بها الوطن وتخدم مشروعه التنموي.

وفي هذا اليوم الذي يحتفي فيه العالم بالمعلم، نوجّه باسم مهندسي ومهندسات الأردن تحية وفاءٍ لكل معلّمٍ ومعلّمةٍ حملوا الطبشورة كما يحمل الجندي سلاحه، وصبروا كما يصبر المهندس أمام صعوبات الميدان، وآمنوا بأن بناء الإنسان هو أقدس أشكال البناء، تحت ظل راية سيدي صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم وولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبد الله الثاني حفظهما الله ورعاهما.