نائب نقيب المهندسين يستعرض المشاريع التي تم انجازها في قطاع غزة
مسعد: سننفذ مشاريع بكلفة 35 مليون دولار في غزة المرحلة المقبلة
مندوبا عن نقيب المهندسين الأردنيين، افتتح نائب نقيب المهندسين المهندس فوزي مسعد، فعاليات ملتقى المهندسين المدنيين الثاني تحت عنوان "نهضة مدنية"، والذي اقامته لجنة المهندسين المدنيين الشباب بحضور عضو مجلس النقابة رئيس شعبة الهندسة المدنية الدكتور بشار الطراونة، ورئيس اللجنة المهندس فلاح العبداللات، وبمشاركة واسعة من المهندسين المدنيين والمختصين في ذلك المجال.
وقال نائب النقيب، إن الملتقى يغطي موضوعات متنوعة تصب في عناصر النهضة في الهندسة المدنية ومنها تطبيق مبادىء الاقتصاد الدائري الذي يشجع على اعادة التدوير واعادة الاستقدام والابتكار في استخدام المواد لتقليل النفايات واستهلاك الموارد وتطبيق مبادئ الاستدامة، مبينا أن إدارة النفايات تعتبر إحدى التحديات الرئيسية التي تواجه المناطق الحضرية في الاردن وتستهلك جزءا كبيرا من موارد البلديات المالية والبشرية، حيث تنفق امانة عمان مثلا حوالي 20% من مواردها المالية على ادارة عمليات النفايات.
وأكد على ضرورة وجود اليات لتخفيض كميات النفايات الموردة الى المكبات من خلال اعادة استعمال ما امكن وتدوير اجزاء كبيرة من المعادن والورق والبلاستيك والنفايات الالكترونية لتخفيض الكلفة وتقليل الاثار البيئية، والتحول الى تحويل النفايات الى الطاقة حسب افضل الممارسات الدولية، مبينا أن النقابة اولت ذلك الموضوع اهتماما بالغا حيث استحدثت اختصاصا جديدا للمهندسين والمكاتب والشركات الهندسية للمساهمة في كفاءة ادارة النفايات وايجاد فرص عمل جديدة للمهندسين.
وحول الذكاء الاصطناعي والتقدم التكنولوجي، أشار المهندس مسعد الى استخدام التقنيات المتقدمة في العمل الهندسي كنمذجة معلومات البناء التي بدأت تنتشر بشكل كبير في صناعة الانشاءات، فقد اصبح من الضروري اتقان هذه التقنية من قبل الشباب في العمل الهندسي باعتبارها اصبحت الزامية في بعض المشاريع، وكذلك استخدام الطائرات بدون طيار مما يحدث ثورة في تصميم وتخطيط المشاريع، لافتا إلى أن تلك الادوات تحسن من الدقة وتقلل من التكاليف ومدة انجاز المشاريع وتساعد في ادارة المشاريع.
وأضاف نائب النقيب أن هناك تحولا كبيرا نحو ممارسات هندسية مستدامة تهدف الى تقليل التأثير البيئي للمشاريع بما يشمل تصميم المباني الموفرة للطاقة واستخدام مواد صديقة للبيئة وتطوير بنية تحتية قادرة على مواجهة الكوارث الطبيعية والتغير المناخي من خلال بناء منعة المدن وايجاد انظمة قادرة على التكيف ومواجهة التحديات، مؤكدا أن ذلك يتطلب نهجا تعاونيا متعدد الاختصاصات في مجالات الهندسة المعمارية والعلوم البيئية والتخطيط الحضري لايجاد حلول شاملة تحقق جودة الحياة والرفاه للسكان.
وشدد على ضرورة أن تجسد النهضة في الهندسة المدنية لتتكيف فيها الهندسة مع التحديات والفرص في القرن الحادي والعشرين من خلال تبني الابتكار والاستدامة ليعيد المهندسون المدنيون من خلال تشكيل البيئة المبنية لتلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية للسكان.
من جانبه، قال عضو مجلس النقابة رئيس شعبة الهندسة المدنية الدكتور بشار الطراونة، إن انعقاد الملتقى يأتي في ظل مرحلة تتطلب منا جميعا اعادة النظر في كل ما يخص مجالات الهندسة المدنية في الاردن وفي جميع ما يخص الاعمار، وبالتالي لابد من تسليط الضوء على جميع مجالات الهندسة المدنية واهمية اندماجها بالعلوم الحديثة في التطور التكنولوجي الهائل.
وبين أن الصناعة أصبحت في تسارع كبير وهنا يأتي دور شعبة الهندسة المدنية لاستضافة عدد من الزميلات والزملاء مما كان لهم بصمات واضحة في مجالات الهندسة المدنية.
وأشار الدكتور الطراونة الى ان الملتقى يسلط الضوء على عدد من المواضيع الحديثة في عالم الهندسة المدنية التي تخص تقنيات اعادة التدوير والاستدامة والمواد الصديقة للبيئة والانظمة الحديثة وذكاء الاصطناعي، اضافة الى ان هذا الملتقى سيكون منبرا للتواصل وتبادل الخبرات بين مختصين في ميادين مختلفة بهدف اثراء تجارب المشاركين والاطلاع على كل ما هو جديد في عالم الهندسة المدنية.
وقال رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى رئيس لجنة المهندسين المدنيين الشباب المهندس فلاح العبداللات، إن كلمة نهضة تجمعنا اليوم وهي التي لطالما كنا روادا لها على مر الزمان، إلا أننا اليوم من دون تجميل وبيع للوهم تراجعنا خطوات للوراء، مبينا انه ورغم الظروف الصعبة وان الواقع ليس مثاليا ولكن لابد أن نكون في مكان افضل، فالعملية التعليمية الهندسية بمكوناتها باتت لا تتناسب مع وضعنا اليوم ومع عدم تقليل عدد المقبولين بما يتناسب مع حالة السوق سبب اساسي في البطالة، كما أن التدريب العملي الذي بات ورقة لاكمال متطلبات التخرج يتطلب ان يعاد النظر فيه لتعزيز البرامج التدريبية التي ترفع جاهزية حديثي التخرج لسوق العمل.
وأكد على ضرورة ان نحافظ على وزننا بسوق العمل من دون تنازلات تخل بحقوقنا، وايجاد منظومة متكاملة بالشراكة مع القطاع الخاص لتغيير الواقع، والتركيز على رفع القدرة التشغيلية وزيادة جاهزية المهندسين لمتطلبات التطور، مشيرا الى ضرورة قيام النقابة بتحديث المنظومة النقابية وانتاج نظام نقابي مستدام قادر على ايصال الشباب الى مصنع القرار بالشراكة مع جميع المكوانات النقابية والحفاظ على الميزان السياسي الوطني القومي والتوجه نحو المهنة.
وعلى هامش الملتقى، استعرض نائب النقيب، الانجازات التي حققتها اللجنة العليا للاعمار في فلسطين من خلال عضويتها في الهيئة العربية الدولية للاعمار، حيث بين المهندس مسعد انه تم انجاز مشاريع بـ 80 مليون دولار، توزعت على قطاعات الصحة والتعليم والبنية التحتية والاسكان، وتمكنت اللجنة من بناء مستشفى الوفاء ومستشفى الاطفال والولادة ومركز تأهيل النساء المهمشات ومركز التدريب المهني وعدد من المدارس وشارع الحرية وبركة الامل، إضافة إلى تدعميم المنازل وجمع الركام وحصر الاضرار بعد كل عدوان.
وأشار المهندس مسعد الى أن اللجنة كان لها نشاطات واضحة بعد حرب 7 اكتوبر، بلغت قيمتها 7 مليون دولار، حيث تم شراء وتوريد 7 محطات تحلية مياه بطاقة انتاجية 500 مليون مكعب يوميا وامدادها بالكهرباء من خلال الالواح الشمسية، وتوزيع 50 مليون لتر مياه شرب على المواطنين عبر صهاريج المياه، واصلاح خطوط ناقلة للمياه في مواقع مختلفة استهدفها الاحتلال، كما تم ترميم وتشغيل مخابز مركزية في كافة مراكز المحافظات وعددها 14 مخبزا وتزوديها بالطاقة الشمسية لاستمرار تشغيلها، وجمع ونقل كميات كبيرة من النفايات التي اصبحت عبئا ومصدرا للاوبئة.
وبين أن اللجنة عملت ايضا على ضخ تجمعات المياه من مصادر مختلفة من برك التجميع الى البحر بعد عمل العمليات اللازمة لها، وتفريغ تجمعات المياه العادمة كبركة الشيخ رضوان التي تحتوي 400 الف متر مكعب من المياه العادمة حيث سيتم تفريغها بكلفة 500 الف دولار وهي تشكل خطورة كبيرة لامكانية فيضانها، كما تم تزويد مستشفى الشفاء ومستشفى العودة ومجمع الصحابة الطبي بـ3 محطات تحلية بقدرة 50 متر مكعب يوميا لتوفير مياه صالحة للشرب ومفلترة للعمليات الجراحية بكلفة 170 الف دولار، إضافة إلى صيانة شبكات الصرف الصحي في مواقع مختلفة والايواء العاجل من خلال انشاء 2500 خيمة بمواصفات عالية مقاومة للاحوال الجوية ومخدومة بمتطلبات الحياة، واعادة تأهيل وصيانة مباني المختبر وبنك الدم في مستشفى الشفاء بتكلفة بلغت 350 الف دولار، وتوزيع وتركيب محطات تحلية بقدرة 20 متر مكعب من المياه لصالح مستشفى كمال عدوان وعيادة الشيخ رضوان بقيمة 500 الف دولار، وتوفير قطع غيار وصيانة معدات بلدية غزة وجباليا وبيت لاهيا بكلفة 60 الف دولار، وصيانة مناهل الصرف الصحي والامطار في غزة وجباليا ب 200 الف دولار، وصيانة خزان مياه في جباليا والخط الناقل بكلفة 700 الف دولار.
وقال المهندس مسعد إن اللجنة العليا للاعمار والمكونة من نقابتي المهندسين الاردنيين والمقاولين، ستنفذ مشاريع خلال الفترة المقبلة قيمتها 35 مليون دولار سيتم جمعها من مكاتب الهيئة الدولية للاعمار، وستركز على القطاع الصحي لبناء مجمع ناصر الطبي ومركز الباطنية والعيادات الخارجية في مجمع الشفاء، والقطاع التعليمي لترميم المدارس القابلة للترميم وبناء مدارس جديدة، كما سيتم العمل على تقييم الاضرار وحصرها وازالة الركام والمساهمة في ترميم المباني، أما فيما بتعلق بقطاع المياه والبنية التحتية، فسيتم العمل على اصلاح وترميم الخطوط الناقلة وانشاء محطات التحلية ومحطات تحلية مياه البحر.