مندوبا عن رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، رعى وزير الأشغال العامة والاسكان المهندس ماهر أبو السمن، انطلاقة فعاليات المؤتمر الهندسي الاستشاري الثالث، تحت عنوان "صناعة المستقبل لقطاع الاستشارات الهندسية"، وذلك بحضور نقيب المهندسين المهندس أحمد سمارة الزعبي، ورئيس هيئة المكاتب والشركات الهندسية المهندس عبدالله غوشة، ورئيس هيئة المكاتب والمؤسسات الاستشارية العربية الدكتور عادل المشري، ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر المهندسة حنان بادي عواد.
وقال الوزير ابو السمن، إن التحديات الماثلة أمام هذا القطاع تحتم علينا كلا من موقعه، المهني النقابي والعملي إبراز الوجه الحضاري للانسان الأردني، وإطلاق إبداعاته لضمان آفاق مستقبلية مشرقة، وهو ما يفرض على مؤتمرنا هذا إحداث نقاش إيجابي عميق، مبينا أن التحولات الكبيرة التي حصلت منذ بداية القرن الحالي في العلوم والاتصالات أسقطت الحواجز وفتحت الحدود بين الدول بفعل التقدم في العالم الرقمي، وهو ما خلق فرصا وتحديات جديدة أمام مهنة الهندسة والمهندسين.
وأشار إلى أن أهمية المؤتمر تكمن في ضمه نخبة من المهندسين الاستشاريين لمناقشة التحديات التي تواجه القطاع الهندسي، والآفاق المستقبلية لعمل هذا القطاع، لافتا أن الهندسة تعني رسم الخيارات والسياسات والتوأمة بين كافة الأطراف المعنية للتفاعل مع تطوير القطاع والسير مع الركب التكنولوجي العالمي وإدخال احدث التقنيات على قطاع الهندسة.
وأكد الوزير ابو السمن أن المهندس اليوم، أصبح مطالبا بالتعامل مع معضلات عالمية وإيجاد مقاربات متعددة الأوجه لكل منها، وأمام تحديات أكبر وملزما بتطوير مهارات جديدة تتناسب مع العالم المتغير للتأقلم مع عالم يشهد متغيرات وتحديات سريعة في ضوء انتفاء الحواجز بين الدول أو في مواكبة التطور العلمي ليكون على إطلاع على أحدث المستجدات والوسائل الحديثة، وإيجاد الحلول للمشاكل التي ستواجهه في حياته العملية ومستقبلا.
من جانبه، قال نقيب المهندسين المهندس أحمد سمارة الزعبي، إن التحدي الاكبر الذي يواجهنا هو التحول الرقمي ودخولنا بعمق في الثورة الصناعية الرابعة، ودخول مفاهيم جديدة على العمل الاستشاري تبدأ من البيانات الضخمة وتطور التقنيات والاستشارات والابتكار والنمذجة والطباعة ثلاثية الابعاد وتحليل البيانات.
وأكد على ضرورة تطوير المهارات للعاملينن في القطاع الهندسي بشكل عام والقطاع الاستشاري على وجه الخصوص من دورات تدريبية وتأهيلية، لافتا الى أن الكثير من القطاعات كقطاع الادارة الهندسية والتدقيق والتعليم الهندسي والتقني والصيانة والتشغيل والانتاج والصناعة والاختبارات الفنية وغيرها من القطاعات تحتاج الى عمل كبير.
وتطرق المهندس سمارة الى الاحداث الجارية في قطاع غزة، مبينا ان غزة عبرت عن ضمير كل شبابنا العربي، وهي عبر ودروس، وأكدت لنا ان الانتصار ممكن وان زوال الاحتلال ممكن وان العالم الغربي كاذب ودجال وان الشعوب العربية تنبض بقلب واحد وترفض التطبيع مع العدو الصهيوني وتقطاع كل الشركات التي تدعم العدو.
ولفت إلى أننا نتفهم الظروف الاقليمية والصراعات الدولية وحالة الوهن والضعف العربي، إلا أن المقاومة أثبتت قدرتها على كسر هيبة الاحتلال، مبينا أن النقابة منذ اليوم الاول للحرب وهي على تواصل مع الاهل في قطاع غزة، حيث بلغت مجموع المبالغ المصروفة 80 مليون دينار على قطاع غزة، ومنذ 7 اكتوبر غيرت النقابة شعارها من اعمار الى اغاثة وايواء، وتدخلنا في قضايا مثل توزيع المياه وازالة النفايات وصيانة شبكات المياه وشبكات الصرف الصحي، وايصال المياه لبعض المناطق، حيث احلت الهيئة العربية الدولية للاعمار المرتبة الثالثة على العالم من حيث التدخل الإغاثي حسب تصنيف الامم المتحدة
وأشار إلى أن قطاع غزة يواجه تحديات كثيرة كاستمرار العدوان وتقطيع السبل والطرق بين انحاء القطاع والنفايات التي اصبحت تقض مضاجعنا من حيث انتشار الاوبئة والامراض وتراكمها بملايين الاطنان وتراكم الانقاض ونقص المياه والمواد الغذائية والوقود.
وعلى صعيد متصل، قال رئيس هيئة المكاتب والشركات الهندسية المهندس عبدالله غوشة، إن المؤتمر الاستشاري يجمع بين أطياف خبراء وباحثين متميزين في فرصة ثمينة للتعاون العلمي والمهني والاستشاري في ظل عالم متغير ومتطور.
واستعرص المهندس غوشة جملة التحديات التي تواجه قطاع الاستشارات، وعلى رأسها وجود القطاع امام مفترق طرق هام متمثل بالثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي التي تتسم بالتأثير المتسارع على حياة الانسان، إضافة إلى تحدي النمو المتسارع والكبير للشركات الاجنبية التي أخذت النصيب الاكبر في السوق، وتطوير التشريعات الهندسية لمواكبة التطورات الفنية والتقنية العالمية والحاجة الى تعديلها في بعض مجالات عمل الاستشارات الهندسية، والتعليم والتأهيل المستمر بالتعاون مع الجامعات ومؤسسات التعليم العالي لتطوير االبرامج الاكاديمية والتدريبية.
وأشار إلى الاجراءات التي قامت بها هيئة المكاتب والشركات الهندسية لمواكبة التطور والتخصصية وخلق فرص عمل واختصاصات جديدة للمكاتب مثل اختصاص السلامة العامة واختصاص التصميم الجيو تقني واختصاص تأهيل وتقييم المباني وادارة النفايات والتغير المناخي وغيرها من الاختصاصات، إضافة إلى اقامة العديد من الدورات التأهيلية لأصحاب ورؤساء الاختصاص بالمكاتب لرفع الكفاءة العالمية.
وقال رئيس هيئة المكاتب والمؤسسات الاستشارية العربية في اتحاد المهندسين العرب الدكتور عادل المشري، إن المؤتمر يعقد في لحظة فارقة من التاريخ الانساني تشهد فيه منطقتنا العربية حربا ضروسا لم يشهد لها مثيل، فقد اجتمعت على ارضنا كل جيوش العالم تدعم وتضرب جنبا الى جنب مع العدو الصهيوني.
واشار الى ان الحرب كشفت عن مخططات الاعداء نحو تهجير وطرد الاهل من اراضيهم واقتلاعهم من جذورهم وفرض واقع جديد يزيد مساحة الارض المحتلة ويضعنا امام نكبة جديدة، وتصفية كاملة للقضية، مشددا على أن صمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بارضه ووطنه احبط كل ذلك.
وأكد أن الانتصار الذي حققته المقاومة والصمود الاسطوري للشعب الفلسطيني يشكلان منعطفا جديدا للتعامل مع القضية، وأصبح على العالم أن يعيد النظر في جدوى المنظمات الدولية بعيدا عن غطرسة الدول الكبرى، ولابد أن نكون على اداراك كامل بمدى قوتنا واهمية وحدتنا وان عدونا واحد.
وقدم الدكتور المشري مقترحا خلال المؤتمر، لإقامة مؤتمر بعنوان اعادة اعمار غزة تلتقي فيه مؤسسات داعمة وفنية برسم خطط التطوير لما تم تدميره من قبل العدو لترسيخ مفهوم "غزة لن تزول".
وقالت رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر المهندسة حنان بادي عواد، إن المؤتمر يلقي الضوء على انجازات القطاع الاستشاري لبناء رؤى جديدة لصناعة المستقبل، واستعراض أوراق عمل يقدمها خبراء وقامات علمية وهندسية تتضمن مواضيعها افاق العمل للمستقبل ومؤامة التشريعات والشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص، مشيرة أن المؤتمر سيتضمن جلسات حوارية وندوة عن غزة تستضيف المهندسين المرابطين هناك.
ولفتت إلى أن قطاع الاستشارات الهندسية هو بداية قصص النجاح وهو لبنة الاساس للاستثمار وبناء الشراكات لتعزيز الاقتصاد الوطني، واستطاع الانتشار والوصول الى المهندسين الاكفاء بكافة اختصاصاتهم ومواقعهم، مضيفة أن الشواهد على الانجازات كبيرة فقد ساهمت شركاتنا ومكاتبنا الهندسية الاردنية بالاعمار فخطت ايدينا تصاميم البنى التحتية والابنية الذكية والمخططات الحرارية ورسمت بكل فخر معالم المدن وجماليتها ولعبت دورها الحيوي في تعزيز التنمية المستدامة.
وفي نهاية حفل الافتتاح، تم تكريم مندوب رئيس الوزراء راعي المؤتمر وزير الاشغال العامة والاسكان، والجهات الداعمة واللجنة التحضيرية.